وحدى مع الاخرين

مهما تكن ناجحا....مهما تكن مشهورا.......مهما تكن ثريا.......مهما تكن محبوبا من الاخرين او محاطا بهم حبا لك.....او انتفاعا بك
فلا بد ان تجيء لحظه تشعر فيها انك وحيد تماما......وبائس للغايه.....ولا تجد ما تفعله بوحدتك...او من تتحدث اليه علي سجيتك وبلا حرج! ا
اما متي تجيء هذه اللحظه....فقد تجيء في اي وقت من اليوم لكن الاغلب الاعم ان تجيئك في الليل اذا كنت اعزب وحيدا...او اذا كنت انسان سيء الحظ عانيت مراره الفشل في زواج سابق .او مغتربا تعيش بعيدا عن اهللك واصدقائك وبلدك او (غريبا)بين من تعيش بينهم ولا تربطك بهم خيوط الحب والفهم والعطف المتبادل. و
حين تجيء هذه اللحظه فانك تحس بحاجتك الي صديق او شريك ..او حبيب تستطيع ان تتصل به وانت واثق من انه لن يضيق باتصاللك به في هذا الوقت المتاخر من الليل,ومن انه سوف يسعد بالحديث معك وسيسمع منك ويهتم بك ويشاركك همومك وقلقك ويخفف عنك
وفي مثل هذه اللحظه كثيرا ما يعيد الانسان تقويم حياته..ويراجع ما حققه فيها من اهداف ونجاحات في مجالات مختلفه...فينتهي من عمليه التقويم هذه غالبا الي ((الرثاء لنفسه)) مهما كان ما حققه في حياته من نجاح او ثراء ...او شهره! فاحساس الانسان بالتعاسه وبالوحده سواء كانت حقيقيه ام داخليه يفقده الشعور بقيمه اي انجازات اخري حققها في حياته
واخطر قرارات الانسان الشخصيه قد يتخذها في مثل هذه اللحظه التي يشعر فيها بانه انسان بائس ووحيد تماما بلا رفيق ولا شريك للقلب و المشاعر,كقرار الزواج او الانفصال ...او الهجره او العوده من الغربه او حتي تغيير مجال العمل والطموح باكمله؟
هناك حكمه بوذيه قديمه تقول :ان مفاتيح الجنه هي نفسها التي تفتح ابواب الجحيم !

وهذا صحيح من بعض الوجوه ...فالنجاح في الحياه العمليه ..والثراء ...والشهره كلها مفاتيح قد تفتح لك ابواب النعيم ....لكنها قد تفتح عليك ايضا ابواب التعاسه...والوحده ...اذا خلت حياتك من اسباب السعاده الحقيقيه ...واذا كنت محروما من الاستقرار العائلي ..والحب الحقيقي..والصداقه الحقيقيه المبرأه من الاغراض
وأيضا اذا كنت محروما قبل كل ذلك وبعده من الايمان الذي يهون عليك متاعبك ..ويصبرك علي بلواك..ويعدك
بالسعاده الباقيه في الدار الاخره اذا كنت قد ضللت الطريق اليها في هذه الحياه القاسيه


للراحل عبد الوهاب مطاوع
من كتاب وحدي مع الاخرين