رقصة الحياة


المكان: بهو معبد الكرنك

الزمان: حينما تتعامد اشعة الشمس فوق بهو هذا المعبد العظيم


اوزوريس مستلقى على ارض المعبد وهو تائه فى العالم الاخر جسده فقط هنا اما روحه فهى تائهة فى البحث عن المجهول فى العالم الآخرتدخل ايزيس من باب المعبد الشرقى تسير بخطوات ثابتة حاملة بداخلها قوة كل هذا الزمان ينسدل شعرها الاسود فوق ظهرها متجهة الى جسد اوزوريس حبيبها ومعشوقها الدائمة البحث عنه


تسير برشاقة فراشة وثقة انثى تعرف قيمة ما تحمله من ذكاء ودهاء ترى جسد حبيبها الملقى على ارض المعبد تسير نحوه تنزل على ركبتيها بجانبه تضع رأسها على صدره وكأنها تعلن للمرة الاولى انها انثى وانها تحتاج هذا الحبيب بجانبها رغم كل ما تحمله هى من قوة تحتضن يدها يده وكأنها تتمنى ان يحس بهذه المشاعر التى تنقلها اليه بهذه الطريقة السحرية ولكن يبقى اوزوريس جسد بلا روح


ترفع رأسها بهدوء من فوق صدره وتنظر كثيرا الى وجهه الخمرى اللون ذو الانف الرجولى والشفتين الغليظتين والعينين المغمضتين المكحلتين تتمنى لو ان يستيقظ الان حبيبها معطيا اياها قبلة تجعلها تستطيع ان تكمل ما كانت تحلم به وهو الحياة الابدية والسعادة الابدية ولكنها ترجع من احلامها الى ارض الواقع ارض الكرنك لترى ان هذا الجسد مازال بلا روح فتقرر انها يجب ان تسترجع هذه الروح التائهة عن جسده وكأن ذكاء الانثى قد توهج فى هذه اللحظة ليصل الى قمة النضوج وكأن اشعة الشمس العمودية قد انزلت فى رأسها فكرة قد كانت تائهة فى الفضاء فالتقطتها الشمس وارسلتها الى رأسها


ايزيس تعلم جيدا ان اوزوريس يعشقها حين كانت ترقص له من قبل على انغام القيثارة الهادئة فقررت ان ترقص لاوزوريس رقصة الحياة


استجمعت ايزيس كل قواها واخذت تتأمل ما حولها مستمدة منه كل الطاقات المطلوبة لاحياء حبيبها من جديد بدأت انغام القيثارة فى الظهور من بعيد ونهضت ايزيس واقفة مغمضة العينين تقف امام جسد حبيبها اوزوريس واحست بان بداخلها الان قوة الانثى التى سوف تسترجع روح حبيبها برقصة فقط وهى رقصة الحياة


وسنترك ايزيس ترقص رقصة الحياة لازوريس على انغام القيثارة الهادئة تحت اشعة الشمس العمودية على ارض معبد الكرنك العظيم مانحة اياه الحياة من جديد


تاركة لنا درس وعظة انه حين يكون الحب فى قلوبنا لكل من حولنا يمدنا بقوة تكفى لأن تكون الحياة.

ليست هناك تعليقات: