ما بين جروح الماضى وآلام الحاضر وشفاء المستقبل (الجزء الثالث)

بقية الحديث :
بدأت صراعاتى تتزايد كلما مرت سنة اضافية
كنت فيما سبق ابتلع ما اشاهده
حتى الدموع لم تكن تنزل حزنا على ما اشاهد
ربما لأننى لم اكن اعى ما اشاهد من خلافات وشجار
بدأت مرحلة المدرسة
ويا لها من مرحلة
اعتقد ان هذه المرحلة ايضا ساهمت بقدر كبير فى تكوين مشاعر سلبية كثيرة بداخلى
فى هذه المرحلة بدأت احس انى لست كباقى الاطفال حولى
لماذا ابى لا يوجد معى
لماذا ولى امرى هى امى
لماذا لا ارى ابى
وقد كنت اسأل امى حين يسألنى احد عن ابى ماذا اقول
فكانت تقول لى قل انه مسافر الى احدى الدول العربية
وهنا حدث الاضطراب فانا اعلم ان ابى موجودا وليس مسافرا كما اقول
اذن فهذا يعنى ان انفصال ابى وامى هو وصمة عار يجب ان اكذب واداريها
هذه هى الرسالة التى وصلتنى من تلك الكذبة التى كنت اكذبها
وهكذا بدأت ان ابتعد عن اللعب مع الاولاد الذين هم فى مثل سنى فى مرحلة الدراسة الابتدائية
وهذا لانى احسست ان البنات لا يسألونى اين ابوك ولكن البنت بعادتها تهتم بوجود الام فى هذه المرحلة
فبالتالى اقتربت اكثر من البنات واخذت اشاركهم لعبهم
وقد كنت طفل حساس جدا
اتذكر انى كنت ابكى حين اضرب بغير حق من احد من المعلمين
او حين اسأل سؤالا ولا استطع الاجابة عليه فكنت احس بانى فاشلا
وبسبب حساسيتى الزائدة ابتعدت عن لعب الاولاد
حيث كنت اراه لعبا عنيفا
لا استطيع التجاوب معه
وهذا لأننى قد كرهت العنف بسبب اننى كنت اشاهده كثيرا واعيشه
وايضا لأننى كنت احس انى لن استطع ان افعل ما يفعلوه لانى اقل منهم هم الافضل دائما
وظللت هذا الطفل الحساس الذى لا يحب العنف
وظل احساسى بانى اقل من زملائى الاولاد لاننى بلا اب
ولأن هناك وصمة عار فى حياتى بسبب انفصال ابى وامى
وفى هذه الاثناء قد كان ابى بعيدا جدا
كنت لا اعلم عنه سوى الصورة التى اسمعها من امى عنه
فقد كانت تصوره لى على انه شخص سىء
لا يمكن العيش معه
وهكذا كنت حين افعل شيئا خطأ كباقى الاطفال
كانت امى تهددنى دائما بانها سوف ترسلنى الى ابى
اذن فأبى هو عقاب
هو العفريت الذى يجب ان اخاف منه
يااه ان هذا الشعور ظل معى حتى هذا الحين
وهو كان السبب الاساسى فى عدم تقبلى لابى على مدار سنين عمرى
وخرجت من هذه المرحلة وانا احمل مشاعر النقص
ومشاعر عدم الثقة بالنفس ومشاعر عدم الامان
ومشاعر الخوف من الخطأ
ومشاعر انى دائما مختلف عن الاخرين
الاخر دائما افضل منى لأنه لديه أب يعيش معه فى نفس منزله
يخرج معه ويصلى معه ويمسك يديه ويسير معه
اما انا فلا...
وانا اكتب هذا الكلام اكتشفت معكم لماذا حتى الان اشعر بانى الاخر افضل منى مهما كنت انا متفوقا ومهما كنت انا شخصا جيدا
فدائما اشعر ان الاخر افضل منى حتى وان كان اقل منى بصورة ملحوظة
وللحديث بقية....

هناك تعليقان (2):

حسام يقول...

صديقي انسان جديد لقد شعرت بكل كلمه كتبتها في هذا البوست كلامك فكرني بذكريات قديمة بحياتي تتشابه الى حد كبير جدا مع ما ذكرته لقد كان ابي معي بالفعل لكن نفسيا بعيد عني كل البعد كنت انظر اليه على انه شخص غريب عني كلما اراه اقول لنفسي من هذا الشخص هل من الممكن ان يكون ابيك هذا الشخص انني لااشعر به مطلقا لانه لم يشعرني به في الاصل لقد كان هناك حاجز كبير بيني وبينه وضع هو هذا الحاجز دون ان يشعر هذا الحاجز لم يكن بيني وبينه فقط كن كان بيني وبين اصدقائي الذكور في المدرسة فاصبحت بعيدا عن اصدقائي خصوصا في السنين الاولى من المرحله الابتدائيه اصبحت اميل للعب مع اقاربي البنات الذين في مثل عمري تقريبا اصبحت استمتع باللعب معهم اصبحت اتجنب الذكور والعابهم العنيفه والبغيضه بالنسبه لي اصبحت حساس بشكل زائد لااستطيع الدفاع عن نفسي او اعبر عن غضبي خائف طول الوقت من كل شئ و اى شئ ..فاقد الثقه بنفسي..صديقي انسان جديد احترمك واقدر معاناتك جيدا

مجاهد يقول...

منتظر المزيد بكتشف نفسى أكتر فى قصتك
تحياتى