ما بين جروح الماضى وآلام الحاضر وشفاء المستقبل (الجزء السادس)

بقية الحديث :
وكانت اللحظة التى تعتبر من اهم اللحظات فى حياتنا جميعا
وهى لحظة التعرف على الجنس فى حياتنا
بدأت هذه اللحظة بالتعرف على ما يسمى علاقة جنسية بين رجل وامرأة
على أن هناك مناطق فى اجسادنا لم اكن اراها فيما سبق بهذا الشكل وبهذه النظرة
وبدأت ان اشاهد العديد من المثيرات كما فعل كل مممن هم فى مثل سنى
اى من هم فى مرحلة المراهقة
الى ان تعرفت على الجنس بشكل خاطىء
نعم تعرفت عليه بشكل خاطىء
حيث ان احد من اصحابى كان يسبقنى بخطوات فى هذا الموضوع
قام بتعريفى على هذا بشكل خاطىء
بشكل غير طبيعى
ومن هنا بدأت الحياة تتخذ شكلا اخر
بدأت ادرك انى جائع للحب
جائع لمن يحتوينى
جائع لسماع الكلام الحلو
جائع لشىء ما لم اكن ادركه وقتها
ولكن كل ما اعلم انى احتاج لهذا النوع من الحب
وظلت معى هذه الاحتياجات
وحملتها معى ولكنى لم اكن اخرجها بل كنت مشغول بدراستى
وكنت اتفادى التفكير فيها
ومع كل هذا ايضا كانت خلافات ابى وامى فى الخلفية
تعزف مقطوعة من الالام التى تميز حياتى
وفى هذه المرحلة بدأ ابى فى الظهور فى حياتى
بدأ ان يحاول ان يتدخل فى تفاصيل يومى
وهذا عن الطريق التليفون
او عن طريق الخروج معه يوم فى الاسبوع
ولكنى لا انكر اننى لم استطع التواصل معه
وهذا بسبب ما كانت تقوله امى عنه
فبالتالى لم اكن اتقبله ولم اكن فخور به
ولم استطع ان ادخله فى حياتى
اذكر ان حينما كانت تشتد الخلافات بين ابى وامى فى هذه الفترة
كنت اوقات اذهب لامكث مع ابى لمدة اسبوع او اسبوعين بناء على رغبة امى لتجعل ابى يتحمل المسئولية كما كانت تقول
اذكر انه كان يقول لى انى كبرت وانى اصبحت رجلا
وانى على مقدرة الان وانا فى الخامسة عشر من عمرى
ان استوعب ما تحمله هو من اجلنا
وان استوعب انه يريد الزواج من اخرى
كم كان هذا الخبر ينزل على كالصاعقة
اتريد الزواج من اخرى
اتريد ان يكون لى زوجة اب
الم يكفيك مافعلت بى
كم بكيت امامه ليحاول اصلاح العلاقة بينه وبين امى
ولكنه كان يغلبه عناده
ولم يكن يريد التنازل وهى ايضا كذلك
فكل منهما مقتنع انه على حق
احسست انى ابكى امام اقرب انسان لى وهو لا يفعل اى شىء ليوقف دموع ابنه
كم كان هذا مؤلم
ولعلنى اليوم اكره البكاء واتمنى ان ابكى ولا استطع لانى وصلتنى رسالة ان البكاء لا يوصل لشىء وان دموعى الغالية ليس لا قيمة
اذا كان ابى لم يتاثر ببكائى فمن سوف يتأثر
واكملت دراستى الثانوية وانا امر بصراعات ابى وامى التى لا تنتهى
واحس بانى وحدى
مجرد انسان يدرس ويجتهد فى دراسته لان الدراسة هى الشىء الوحيد الذى كان يهتم به ابى وامى
وهذا طبعا حتى يفتخروا بابنهم امام الاقارب والناس
وتفوقت فى دراستى ووصلت للجامعة وهنا بدأ الصراع
وبدأ الاضطراب فى الظهور على السطع
بدأت نتائج ما فات من عمرى تظهر وتعلن عن نفسها
وهذا تم حين التحقت بالجامعة وبدأت....
وللحديث بقية...

هناك تعليقان (2):

Go2LIghtGO يقول...

اتاثر كثيرا بكلماتك
"خلافات ابى وامى فى الخلفية
تعزف مقطوعة من الالام التى تميز حياتى"
اشعر كم كنت تحاول الهرب من الخلفيه هذى
من هذه الموسيقى المزعجة

"كم بكيت امامه ليحاول اصلاح العلاقة بينه وبين امى"

الم قوى اقدر مشاعر جهاد اصلاح ما انت عاجز عنه
انت لست المسئول
احترمك

حسام يقول...

اقدر مشاعر الالم بداخلك فالاختلاف وعدم التوافق بين الوالدين شئ فظيع ذقت مرارته خاصة حينما يحدث هذا امام الطفل الصغير الذي يكون في امس الحاجه للامان والشعور بالاهتمام من كليهما..استشعر الامك كثير ..